عندما يأتي: الحب متأخرا

عندما يأتي: الحب متأخرا

Fifine Schwan

5.0
تقييم
2.9K
تصفح
169
فصل

‫رغبةً في تحقيق أمنية جدها الأخيرة، دخلت فاطمة زواجًا متسرعًا من رجل عادي لم تلتقِ به من قبل.‬ ومع ذلك، حتى بعد أن أصبحا زوجين رسميًا فقط، عاش كل منهما حياة منفصلة بالكاد يتقاطع مسارهما. ‫بعد عام، عادت فاطمة إلى مدينة سيمارش، وهي تأمل أن تلتقي أخيرًا بزوجها الغامض.‬ ‫ولدهشتها، أرسل لها رسالة نصية يطلب فيها الطلاق بشكل مفاجئ، دون أن يراها وجهًا لوجه.‬ ‫‫صممت فاطمة وردّت قائلة: "ليكن!‬ ‫فلنبدأ إجراءات الطلاق!"‬‬ ‫بعد ذلك، اتخذت فاطمة قرارًا جريئًا وانضمّت إلى مجموعة الرخاء، حيث أصبحت مسؤولة علاقات عامة تعمل مباشرة تحت إدارة الرئيس التنفيذي للشركة، حمد.‬ ‫كان الرئيس التنفيذي الوسيم الغامض متزوجًا بالفعل، ومشهورًا بولائه الشديد لزوجته في حياته الخاصة.‬ ‫‫من دون علم فاطمة، كان زوجها الغامض في الحقيقة رئيسها في العمل، لكن بهويته السرية!‬ ‫مصممةً على التركيز في مسيرتها المهنية، حرصت فاطمة عمدًا على البقاء بعيدة عن الرئيس التنفيذي، رغم أنها لم تستطع تجاهل محاولاته المتعمدة للتقرب منها.‬‬ ‫‫مع مرور الوقت، غيّر زوجها المتوارِي موقفه‬ ‫فجأة ورفض المضي قدمًا في الطلاق.‬‬ ‫متى ستُكشف هويته السرية؟‬ ‫في خضم مزيج عاصف من الخداع والحب العميق، ما هو المصير الذي ينتظرهم؟‬

Chapter 1 الزوج المجهول

‫وقفت فاطمة الشمراني في مطار سيمارش في منطقة الانتظار مع حقيبة كبيرة عند قدميها.‬‬

‫عاودت النظر إلى ساعتها.‬ ‫‫‫مضت ثلاثون دقيقة منذ نزولها من الطائرة.‬‬‬ ‫ومع ذلك، لم يظهر زوجها الذي تزوجته العام الماضي.‬

‫استخدمت يدها محاولةً تخفيف الحر وهي متجهمة.‬ ‫إذ كان لديها انطباع سئ بالفعل عن شخص لم تلتقِ به من قبل.‬

‫‫من المفترض أن يكون هذا لقاؤهما الأول.‬‬ ‫فكيف له أن يتأخر بهذا الشكل؟‬

‫استعادت ذكريات زواجها المتسرع بينما تراقب الناس في ذهابٍ وإياب.‬

‫‫اضطرت للزواج قبل عام عندما أصيب جدها بمرض خطير.‬‬

‫‫كانت فاطمة خارجت البلاد حينها، وسارعت بالعودة إلى المنزل لرؤيته.‬‬ ‫‫أخبرها حينها أنه يحلم برؤيتها متزوجة قريبًا.‬‬

‫أرادت فاطمة الرفض.‬ ‫لكنها تذكرت أن جدها تبناها من دار الأيتام، ورباها حتى أصبحت الشخص الذي هي عليه اليوم. لذلك، لم يكن تستطع تخييب أمله.‬

‫‫ولهذا، تزوجت رجلًا اختاره جدها لها دون أن تلقاه.‬‬

‫لم يحضر العريس يوم زفافهما.‬ ‫أتم شخص آخر إجراءات توثيق الزواج.‬

‫لم تتاح لها الفرصة لتتعرف على زوجها.‬ ‫عرفت فقط اسمه وأنه رجل أعمال.‬‬

‫‫وحتى هذا اليوم، لم تكن فاطمة متأكدة أنها اتخذت القرار الصحيح.‬‬ ‫فزوجها الذي لا تعرفه لم يُظهر لها أي أسباب لتحبه.‬

نظرت إلى ساعتها للمرة المئة تقريبًا. ‫مضت عشر دقائق أخرى.‬

تنهدت فاطمة بضيق. ‫عندما أخرجت هاتفها لتتصل بجدها، سمعت صوت فرامل حادة كاد يثقب أذنيها.‬

‫توقفت سيارة أستون مارتن فضية أمامها مصدرةً صوت صرير.‬ انخفضت نافذة مقعد السائق.

خطت فاطمة خطوة إلى الوراء. ‫‫بمجرد أن رأت الوجه المألوف أمامها، صاحت بصوتٍ عالٍ: "لمَ أنت هنا؟"‬‬

‫جلس خلف المقود آخر شخص توقعت أن تراه الآن، ابن عمها، محمد الغامدي.‬

‫قال محمد: "آه!‬ ‫هذا مؤلم".‬ ‫بينما أمسك صدره كمن يتألم حقًا.‬ ‫عبس بمجرد خروجه من السيارة.‬ ‫‫‫ثم قال: "إن عودتك مهمة للغاية.‬‬‬ ‫لم نرَ بعضنا منذ فترة طويلة.‬ ‫بصفتي ابن عمك، أردت المجيء لاصطحابك.‬ ‫لمَ تقسين علي هكذا؟‬ ‫هذا ليس عادلاً!"‬

‫لم تندهش أو تنخدع فاطمة بتمثيله السيئ.‬

‫‫اشاحت بعينيها وأطلقت تنهيدة استياء، رافضةً التحدث.‬‬

‫‫"اركبي السيارة يا فاطمة.‬‬ ‫فلا بد أنكِ متعبة وجائعة.‬ ‫‫سأصطحبك لتناول الغداء."‬ ‫‫أمسك محمد حقيبتها بيدٍ واحدة، ثم وضع يده الأخرى على كتفها ودفعها نحو السيارة.‬‬

‫‫قالت فاطمة محاولةً إيقافه: "انتظر!‬‬ ‫‫لا أستطيع مرافقتك"‬ ‫‫‫‬قالت فاطمة محاولةً إيقافه.‬

‫"لمَ؟"‬‬‬ ‫‫‫توقف محمد ليسألها.‬ ‫ضحك عندما أدرك السبب بعد برهة.‬ ‫سألها: "أبسبب زوجك؟‬ ‫أما زلتِ تريدين انتظاره؟"‬

‫لم تنطق فاطمة بكلمة، لكن باحت نظراتها بكل شيء.‬

‫تذمر محمد قائلًا:‬ ‫"ليس عليكِ انتظاره.‬ ‫‫‫أم علي تذكيرك بأنه لم يتصل بكِ منذ زواجكما؟‬‬ ‫‫أليس هذا كافيًا لتدركين الحقيقة؟"‬‬‬

‫عجزت فاطمة عن الكلام.‬

‫"إن أراد حقًا اصطحابك، كان سيسبقني إلى هنا".‬‬‬ ‫كيف تستطيعين الثقة برجلٍ تجاهل وجودك لمدة عام؟"‬ ‫‫‫‫تابع محمد بنبرة ساخرةً أكثر‬.‬

‫‫‫أردكت فاطمة حقيقة ما قاله، لكنها ردت محاولةً الدفاع عنه: "لكن قال جدي أن سعيد سيأتي لاصطحابي".‬‬

‫ظنت أن سعيد سيفي بوعده لأنه وعد جدها.‬

وضع محمد يده على جبهته وتنهد بلا حول ولا قوة. ‫‫ثم قال: "إن كنتِ ما زلتِ ترغبين في انتظاره، ليس عليكِ الوقوف تحت أشعة الشمس على الأقل.‬‬ ‫‫اجلسي في السيارة.‬‬ ‫فالجو حار في الخارج".‬

‫وأثناء جدالهما، ظهر شخص طويل القامة بين الحشد متجهًا نحوهما.‬

‫كان حمد الحربي يتحدث في الهاتف.‬ ‫"أنا في المطار.‬ ‫‫‫تناولي دوائك الآن.".‬

‫‫قال صوت أنثوي ناعم من الطرف الآخر:‬‬ ‫"تذكر أن إيلا ترتدي فستانًا أحمر اليوم.‬ ‫وشعرها طويل ومجعد.‬ ‫‫ومعها حقيبة سوداء..."‬‬

‫قاطعها قائلًا: "لقد رأيتها بالفعل يا جدتي.‬ ‫من فضلك توقفي عن القلق الآن".‬ ‫حدق حمد بالثنائي على بعد أمتار قليلة.‬ ‫ثم عبس.‬

‫إذ كانت المرأة تلائم وصف جدته، بما في ذلك لون حقيبتها.‬

‫لكنها ركبت سيارة رجل آخر بينما كان يمسك الباب لها.‬

‫أصبحت نبرة حمد باردةً فجاة.‬ ‫وقال: "يجب أن أذهب الآن يا جدتي.‬ ‫سأتحدث معكِ لاحقًا".‬

‫عبست ملامح وجه حمد.‬ ‫وفي الوقت نفسه، سيطر البرود على عينيه العميقتين.‬

‫وضع هاتفه في جيبه، ثم استدار ليغادر.‬

‫شدد حمد قبضته على عجلة القيادة بينما كان يراقب الشخصين في السيارة الرياضية.‬

‫أعطى الرجل المرأة زجاجة ماء.‬ ‫ومسح على شعرها بحنان بينما كانت تشرب منها.‬ ‫لم يستطع حمد رؤية وجهها، لكن لم يشكل ذلك فارقًا له.‬

‫و‫شعر كأنه يغلي من الداخل.‬‬

‫بدأ في الضحك على حاله فجأةً.‬

‫‫لمَ تفاجأ؟‬ ‫كان عليه معرفة ذلك منذ وقت طويل.‬‬

‫‫فزوجته المزعومة كانت بعيدة عن المدينة لعامٍ كامل بعد زواجهما.‬‬ ‫لم يتقابلا أبدًا أو يتعرفا على بعضهما عبر الهاتف حتى.‬ ‫كان من المنطقي ارتباطها بشخصٍ آخر‬

‫زم حمد شفتيه بإحكام.‬ ‫ثم أخرج هاتفه ليكتب رسالة.‬

‫وبمجرد أن ضغط على زر الإرسال، انطلق بسيارته بسرعة جنونية.‬

————

‫لاحقًا، في ظهر اليوم ذاته، ارتدت فاطمة بدلة عمل بسيطة وأنيقة ذات لون فاتح وذهبت إلى مجموعة الرخاء.‬

‫كانت مجموعة الرخاء إحدى الشركات الرائدة في سيمارش.‬ ‫وعُد موظفوها من نخبة المدينة.‬

دخلت فاطمة المبنى الفخم الذي يضم مقر المجموعة. ‫‫بفضل سيرتها الذاتية الممتازة، استطاعت الحصول على وظيفة خبيرة العلاقات العامة الشخصية للرئيس التنفيذي، حمد.‬‬

‫قادتها مديرة قسم العلاقات العامة، عائشة الزهراني، لمقابلة حمد.‬

‫ولم تدرك فاطمة أن الرجل الذي ستعمل لديه هو في الواقع زوجها، سعيد.‬

‫لم يكن حمد يثق بالناس على الإطلاق.‬ ‫وقع زواجه فقط باسمه الحقيقي.‬ ‫عرف فقط المقربون منه اسمه الحقيقي، سعيد الحربي.‬

واصِل القراءة

كتب مشابهة

عندما يأتي: الحب متأخرا

عندما يأتي: الحب متأخرا

Fifine Schwan
5.0

‫رغبةً في تحقيق أمنية جدها الأخيرة، دخلت فاطمة زواجًا متسرعًا من رجل عادي لم تلتقِ به من قبل.‬ ومع ذلك، حتى بعد أن أصبحا زوجين رسميًا فقط، عاش كل منهما حياة منفصلة بالكاد يتقاطع مسارهما. ‫بعد عام، عادت فاطمة إلى مدينة سيمارش، وهي تأمل أن تلتقي أخيرًا بزوجها الغامض.‬ ‫ولدهشتها، أرسل لها رسالة نصية يطلب فيها الطلاق بشكل مفاجئ، دون أن يراها وجهًا لوجه.‬ ‫‫صممت فاطمة وردّت قائلة: "ليكن!‬ ‫فلنبدأ إجراءات الطلاق!"‬‬ ‫بعد ذلك، اتخذت فاطمة قرارًا جريئًا وانضمّت إلى مجموعة الرخاء، حيث أصبحت مسؤولة علاقات عامة تعمل مباشرة تحت إدارة الرئيس التنفيذي للشركة، حمد.‬ ‫كان الرئيس التنفيذي الوسيم الغامض متزوجًا بالفعل، ومشهورًا بولائه الشديد لزوجته في حياته الخاصة.‬ ‫‫من دون علم فاطمة، كان زوجها الغامض في الحقيقة رئيسها في العمل، لكن بهويته السرية!‬ ‫مصممةً على التركيز في مسيرتها المهنية، حرصت فاطمة عمدًا على البقاء بعيدة عن الرئيس التنفيذي، رغم أنها لم تستطع تجاهل محاولاته المتعمدة للتقرب منها.‬‬ ‫‫مع مرور الوقت، غيّر زوجها المتوارِي موقفه‬ ‫فجأة ورفض المضي قدمًا في الطلاق.‬‬ ‫متى ستُكشف هويته السرية؟‬ ‫في خضم مزيج عاصف من الخداع والحب العميق، ما هو المصير الذي ينتظرهم؟‬

فصل
اقرأ الآن
حمّل الرواية
عندما يأتي: الحب متأخرا
1

Chapter 1 الزوج المجهول

10/11/2025

2

Chapter 2 وظيفتها الجديدة

10/11/2025

3

Chapter 3 العميل المنحرف

10/11/2025

4

الفصل 4 اظهار الموده العلني الصارخ

10/11/2025

5

الفصل 5 نصيحه الجده

10/11/2025

6

Chapter 6 اتفاقية الطلاق

10/11/2025

7

Chapter 7 ضيف يسبب المشاكل

10/11/2025

8

Chapter 8 كاذبة بارعة

10/11/2025

9

Chapter 9 التسوق لشراء فستان

10/11/2025

10

Chapter 10 اسم زوجته

10/11/2025

11

Chapter 11 هل تحمل لي مشاعر؟

11/11/2025

12

Chapter 12 الهجوم الإلكتروني

12/11/2025

13

Chapter 13 مقطع الفيديو

13/11/2025

14

Chapter 14 شكوى السُّكر

14/11/2025

15

Chapter 15 الخوف من الهجر

15/11/2025

16

Chapter 16 رحلة عمل

16/11/2025

17

Chapter 17 رهاب الأماكن المغلقة

17/11/2025

18

Chapter 18 اثنان يستطيعان لعب اللعبة

18/11/2025

19

Chapter 19 احتجاج‬‬

19/11/2025

20

الفصل 20 قلق غريب

20/11/2025

21

الفصل 21 عالق في المطر

02/11/2027

22

Chapter 22 التسوق معًا

22/11/2025

23

Chapter 23 ‫الافتراض الخاطئ

23/11/2025

24

الفصل 24 النموذج البديل

02/11/2027

25

Chapter 25 ‫هي معي

25/11/2025

26

Chapter 26 السكر

02/11/2027

27

Chapter 27 ‫في الغرفة ذاتها

25/11/2025

28

Chapter 28 ‫أمرٌ صادمٌ

25/11/2025

29

Chapter 29 ‫حلاوة مُقززة

25/11/2025

30

Chapter 30 المرأة الماكرة

25/11/2025

31

Chapter 31 الزوج الوسيم

25/11/2025

32

Chapter 32 الزوجة الجريئة

25/11/2025

33

Chapter 33 سعيد يرسل رسالة

25/11/2025

34

Chapter 34 ‫مجددًا‬

25/11/2025

35

Chapter 35 المرأة المرفوضة

25/11/2025

36

Chapter 36 الحلول المقترحة

25/11/2025

37

Chapter 37 مساعدة الآخرين

25/11/2025

38

Chapter 38 الانتقال

25/11/2025

39

Chapter 39 شكوك أصدقائه

25/11/2025

40

Chapter 40 الإعجاب

25/11/2025